فضاء حر

إخراج المعسكرات بين الإصلاح والحوثي!

يمنات

قبل أيام سمعت وقرأت في وسائل إعلام محسوبة على الإصلاح تصريحات ومقالات تحذر من خطورة الدعوة لإخراج المعسكرات من العاصمة صنعاء بحجة أن إخلاء صنعاء من المعسكرات جزء من مخطط ومؤامرة حوثية هدفها استيلاء مسلحي الحوثي على العاصمة ! 

اليوم سمعت المعنى نفسه تقريبا ولكن من الضفة الأخرى..

والمعني إنني تابعت تقريرا إخباريا بث هذا المساء من وسيلة إعلامية محسوبة على "أنصار الله" أي الحوثيين ملخصه إن الدعوة إلى إخراج المعسكرات من صنعاء قد جاءت من قبل اللجنة العسكرية متزامنة مع وصول جنود ومعدات عسكرية أمريكية إلى مطار صنعاء ومن ثم إلى السفارة وفندق شيراتون الأمر الذي يفهم من التقرير بان إخلاء صنعاء من المعسكرات يأتي ضمن مؤامرة مخطط لها من قبل الأمريكيين وعملائهم في الداخل هدفها إخلاء العاصمة من المعسكرات تمهيدا أو تسهيلا لاحتلالها من قبل القوات الأمريكية "المارينز"…"أيضا".

تبا للمواقف التي تبنى على قلة الوعي حينا وعلى التضليل المتعمد للرأي العام حينا أخر ! خصوصا إذا كان الهدف من كل ذلك هو الكسب السياسي الرخيص ولو على حساب الحقيقة وخصما من وعي الناس ورؤاهم الوطنية والإنسانية.

بالمناسبة كلا الطرفين ينطلقان في تحليلاتهما حول إخراج المعسكرات من العاصمة صنعاء من حيثيات أو معطيات خاطئة 100% وهي "إخراج المعسكرات من العاصمة " يعني جعلها بدون حماية عسكرية أو أمنية ما يجعل أي "عدو" داخلي أو خارجي قادر على اختراقها أو احتلالها وبأسهل الامكانات وهذا غير صحيح البتة لان أحدا لم يقل يطالب بإخراج وحدات الجيش عن جاهزية حماية العاصمة والمدن اليمنية المختلفة بل إخراج المعسكرات الموجودة بين المساكن والسكان داخل العاصمة وبقية المدن إلى خارج العاصمة وبقية المدن لحمايتها وليس لكشف ظهرها أو التخلي عن حمايتها.

وللتقريب لبعض الإفهام .. إخراج الفرقة الأولى مدرع من مذبح ومن داخل أحياء الجامعة والإيمان والزراعة والعدل وشملان إلى مكان خارج صنعاء ولكن قريب منها وقادر على حمايتها إن احتاجت إلى ذلك لأن الفرقة أو بالأصح "مذبح "كانت خارج العاصمة حين وجد معسكر الفرقة فيها أول مرة ولكن العاصمة زحفت الي مذبح وأحاطت بمعسكر الفرقة ما جعله يمثل خطرا امنيا حقيقيا ومحتملا على الناس وهو ما لمسناه من رعب سكان صنعاء أثناء تفجر مخازن الأسلحة التابعة للفرقة وهو أيضا ما عشناه وعاشه سكان العاصمة من قبل ومنذ إعلان الوحدة على الأقل بسبب احتكاك عناصر الفرقة بالمواطنين وأراضيهم وحقوقهم وهو ما حدا بالاشتراكي حينها بطرح الطلب نفسه الذي يطرح اليوم

 الوضع نفسه ينطبق على معسكر السواد التابع للحرس الجمهوري بمنطقة حزيز والذي أصبح هو الأخر داخل العاصمة وفي وسط إحيائها وبين مواطنيها الأمر الذي تسبب وسيتسبب بماسي كثيرة للناس لا تقل عن الماسي والكوارث التي أحدثها وجود الفرقة داخل العاصمة ووسط أحيائها وداخل جامعتها .

وهذا يعني إننا لا نطالب اليوم بخروج معسكرات نقم وعيبان وعصر وغيرها من المعسكرات التي تحمي صنعاء من خارج أحيائها كما يفهم البعض أو كما يحاول البعض متعمدا تضليل الرأي العام بهذا الخصوص ولتحقيق مآرب أخرى .

من حائط الكاتب في الفيسبوك 

زر الذهاب إلى الأعلى